انه قدري ...

موضوع: انه قدري ... الثلاثاء أغسطس 31, 2010 7:16 am

الدنيا قلما تطيب لأحد، وهناك دائما ما يعكر صفوها فالدنيا كأحلام النائم التي تفرحه في منامه، فاذا ما استيقظ انقطع فرحه واحيانا نكون عاجزين عن فهم اكثر الاشياء بساطة في الدنيا ..بينما نتمكن من فهم اكثر الامور تعقيدا في حياتنا !!! وهذا هو حالنا مع القدر لن نستطيع يوما ان نفهمه فهو حق خالص لله وحده ..

ساعدوووني
ارجوكم فليساعدني احدكم اخذ المارة ينظرون الى مصدر الصراخ فشاهدوا امراة
تصرخ وبين يديها رجل جريح وعلى ما يبدو انه فاقد الوعي

فهرع المارة ليساعدوها وهي تصرخ بشكل هستيري على مهلكم ارجوكم ارجوكم ..

فحملوه الى المستشفى القريب وادخلوه الى قسم الطوارئ فتبعته واخذت تصرخ على الطبيب تعال وساعد زوجي ارجوك !!!

فهرع الطبيب الى مساعدتها فصعق من منظر الدماء التي تضرج وجهها وجسدها واخذ ينظر الى المصاب فوجد نبضه ضعيف

فسألها ما الذي حدث فقالت لقد كنا نقطع الشارع لنركب سيارتنا فصدمت سيارة مسرعة زوجي ..

وانخرطت في بكاء مرير فطلب الطبيب من الممرضة ان تاخذها لكي تعالج جراحها وتعطيها بعض الحبوب المهدئة فنظرت الى الطبيب واخذت تصيح

به لا اريد شيئا اريد منك ان تساعد زوجي فقط واتركني لوحدي هل تفهم ؟؟؟

وهرعت الى مكان زوجها وهو ممدد على السرير واخذت تبكي بصوت عالٍ وتقول له ارجوك لا تتركني لوحدي ارجوك افق ارجوك !!!

فجاءت الممرضات واخذنها بعيدا وقمن باجبارها على الاستلقاء واعطائها ابرة مهدئة فاخذت تغيب عن الوعي تدريجيا وهي تهمس ارجوك

افق لا تتركني لوحدي فشعرت الممرضات لها بالحزن وتعاطفن معها واخذ يقلن يا لها من مسكينة !!!!

وعلى الجانب الاخر كان الاطباء يحاولون كل ما بوسعهم لكي ينقذوا زوجها لكن اصاباته بالغة

وشديدة الخطورة ومن غير المتوقع ان تكتب له الحياه !!!!

كانوا يبذلون ما في وسعهم لكن يبدو ان ساعة اجله قد حانت ولا مفر منها فاعلنوا وفاته في تمام الساعة 9.30 مساءاً ...

اخذ الطبيب المسؤول يقول كان الله في عون زوجته المسكينة لو رأيتم حالها لتقطعت قلوبكم عليها من شدة الحزن !!!

فاستغرب الاطباء من هذا التعاطف الذي يصدر من طبيب عُرف عنه دائما تعجرفه وقسوة قلبه !!!!

واخذ يقول انا سأخبرها عندما تستيقظ بوفاة زوجها فلقد اخبرتني الممرضات بانها نائمة بعد ابرة

المهدئ التي اخذتها .

وخرج من الغرفة وذهب ليطمئن على زوجة المريض المتوفي وهو لا يعلم لماذا تجذبه بشدة لماذا

يتعاطف معها بهذا الشكل الرهيب !!!

فدخل الى الغرفة حيث ترقد وصعق من هول المنظر الذي رآآآآه كانت نائمة ودموعها تنزل على

خديها بغزارة وتجهش بالبكاء وهي غائبة عن الوعي !!!

فلم يصدق عيناه وهل هذا المشهد الحي امامه حقيقي ام ماذا ؟؟؟ وهل لهذه الدرجة تحب هذه المراة

زوجها حتى وهي غائبة عن الدنيا تفكر فيه هل يوجد الى الآن مثل هذا الحب في الدنيا ؟؟؟

وفجأة بدأت تستيقظ رويدا رويدا فشاهدت الطبيب امامها فنهضت مسرعة من السرير وهجمت عليه

وقالت له لا تخبرني ان الحلم الذي راودني منذ لحظات وانا نائمة قد تحقق ارجوك لا تخبرني بذلك

فطاطأ الطبيب راسه وقال لها انا اسف لقد توفي !!!!!

فقالت له ارجوك خذني اليه اريد ان اراه للمرة الاخيرة ...

فقال لها الطبيب لا يجوز فانتي ستنهارين قريبا اذا استمريت في هذا النحيب فقالت له الا تفهم ما اطلبه

منك ؟؟ قلت لك اريد ان اراه هيا خذني اليه .

فلم يجد الطبيب امامه مفرا الا ان ياخذها الى المشرحة !!

دخلت الى هناك واحست انها تدخل الى عالم اخر كان ممدا هناك لا حول له ولا قوة مضرجا بالدماء

معالمه غير واضحة وكانه لم يكن منذ ساعات قلائل معها

يحميها ويحبها ويخاف عليها واحست بأن اقدامها قد شلت واضلاعها تحطمت ومشاعرها تحجرت

وكل ما يتحرك فيها فقط تلك الدموع التي تنزل بصمت على وجهها .

فاقتربت منه اكثر واخذت تتلمس وجهه وشعره وكتفيه وتقبل يديه وتقول له لقد تركتني باكرا لن

اقول لماذا ؟؟؟ فهذا هو القدر نعم قد تكون هذه ارادة الله

ولن اعترض عليها ابدا ولكنني لا اقدر لى اتركك في هذه الغرفة الباردة المظلمة وحيدا مع اناس

لا تعرفهم وكيف ستنام هذه الليلة بدوني ؟؟

كنت أموت حزنا إن رأيت وجهك حزين فكيف استطيع الان ان ارى وجهك في التراب دفين ؟؟

لن أعيش علي الذكرى لأنك ستكون في حياتي سأراك طيفا ماثلا امامي على الدوام كل ما المسه

واشمه واحس به سيكون من خلالك لانك انتا من علمتني كل شي في هذا الحياة

سأترك العنان لقلبي ليناديك كل ليلة كما يشاء فانت نبض قلبي ودقاته ..

ها نحن قد وصلنا الى اخر محطه تجمعنا بعد ان استعمرت فؤادي لاعوام واعوام ... هانحن نصل لاخر المطاف .....
ترجلت من بوابة حياتي وتركتني وحيدة ولن يكون لنا بعد اليوم لقاء ...

لكنني اعدك بأنه لن يكون هنالك حب في قلبي سوى لك

... ولن يكون لي قلب ينبض سوى لك

جئت لكي اودعك يا سمائي ويا كل نجومي لن اقبل فيك التعازي فانت فى قلبي لم ولن تموت

سانتظرك دائما وابدا لم نحظى بفرصة الوداع في الأرض ولكننا سنلتقي مرة اخرى

في أحضان السماء ..

لا املك الا ان اقدم لك دموعي كآآآآآخر هدية مني فبدموعي

سألاقيك وبدموعي سأغسل كل ما سيتراكم في اعماقي من احزان

وبها ساطهر جروح الفراق عنك وبها ساهزم الحنين وبها ساخفف من وطاة الذكريات

واخذت تقرأ الفاتحة على روحه في نفسها وهي تدعو له بالرحمة

فهذا هو القدر الذي لا تملك ان تفعل شيئا امامه .