منتدى تيزنيت
نتشرف بوجودكم معنا بالمنتدى احشاش
وأسعدنا خبر انضمامكم إلى اسرتنا المتواضعه
نأمل من الله أن تنشروا ابداعاتكم في هذا المنتدى
فأهـــــــــلاً وسهـــــــــــــــلاً بكم
ننتظــــــــــر الابداعات وننتظر المشاركات
ونكرر الترحيب بكم
وتقبلوا خالص شكري وتقديري
منتدى تيزنيت
نتشرف بوجودكم معنا بالمنتدى احشاش
وأسعدنا خبر انضمامكم إلى اسرتنا المتواضعه
نأمل من الله أن تنشروا ابداعاتكم في هذا المنتدى
فأهـــــــــلاً وسهـــــــــــــــلاً بكم
ننتظــــــــــر الابداعات وننتظر المشاركات
ونكرر الترحيب بكم
وتقبلوا خالص شكري وتقديري
منتدى تيزنيت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تيزنيت

منتدى إحشاش لمدينة تيزيت العتيقة
 
الرئيسيةاحشاش العضمىأحدث الصورالتسجيلدخول
*****نرحب بكم في منتدى احشاش العظمى لمدينة تيزنيت:***** Bienvenue à La Forum Républic-Ihchach De La Ville Tiznit**** , ****E-mail: Republic- Ihchach@Tiznit.Net****  , ****Facebook:Sporting Ihchache , Merci*****

 

  نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hassan




MMS  نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين Empty
عدد المساهمات عدد المساهمات : 13
السٌّمعَة 6
تاريخ التسجيل : 01/09/2010
الموقع الموقع : تيزنيت
الأوسمة  نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين 28nvrt

لعب الادوار
لعب الادوار: 22

 نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين Empty
مُساهمةموضوع: نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين    نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين Emptyالأربعاء سبتمبر 08, 2010 2:45 pm

الشخصيات:

1- طبيب نفسي
2- ابن مريض
3- ابنة مريض
4- سكرتير الطبيب
5- مريضة نفسية


( الفصل الأول )
(خلفية طريق في آخر المسرح, بعض الأوساخ على الأرض, حجر واضح في المنتصف,صوت ضربات على الأرض, ضربات الطبيب الذي يركض مسرعا, و صوت لُهاثه, يعلوالصوت شيئا فشيئا للتعبير عن اقتراب الطبيب...)
(يدخل الطبيب إلىالمسرح من جهة اليمين متجها إلى اليسار, مسرعا يريد أن يلحق بالمريض,يتعثر بالحجر في منتصف المسرح, يقع, يقضي فترة من الألم وهو ملقى علىالأرض, ممسكا بقدمه من شدة الألم, يتأوه)
الطبيب: (متألما, يحاول خلعحذائه) آآآآه .. آآآآه ... آآآآه ... لعن الله .. هذه الجمادات الوقحة..آآآآه .. آآآآه كم هي أشـ...ـياء تـ...ـافهة و قذرة, لا تفهم شيـ...ـئاً,و لا تقدر المواقف.. آآآآه .
الطبيب: ( ينظر إلى الحجر ) ألا تعلمأنني... مستعجل جداً؟.. كيف لك أن تقف في طريقي هكذا؟..(بغضب أكثر واستغراب( ما هذه الوقاحة التي أنت عليها.. حتى تعترضني فيما أنا أحاولالوصول بأسرع ما يمكن؟... (صمت).
هل تدرك كم غيرت من أحداث فيالتاريخ و أنت تقبع ها هنا, لا حول لك ولا قوة؟... (صمت, و قد خلع حذائه),انظر إنني الآن لا أستطيع الركض..(يحاول النهوض, لا يستطيع, يعود فيجلس,يضرب على الأرض), لا أستطيع الركض؟ إنني لا أستطيع المشي حتى..(صمت) هلتعلم ماذا يعني ذلك؟.. يعني أن المريض الذي ينتظرني.. سوف يتألم أكثر.. وسوف يصرخ أكثر.. و سوف يبكي من حوله أكثر.. ,(صمت), و عندما أصل إليهستكون حالته قد ساءت أكثر.. و أصبح من غير الممكن علاجه في المنزل.. و سوفنضطر إلى نقله إلى أقرب مشفى.. و الذي يبعد عشرات الأميال من هنا.. ,(صمت), و ربما يموت في الطريق.. و سوف تحزن عليه عائلته.. و من ثم ستلقياللوم عليّ أنا.. فأنا الذي تأخرت.. و لست أنت الذي وقفت في طريقي..(صمت).
الطبيب: ( و قد بدا أكثر ارتياحا بعد أن خفّ الألم, ينهض شيئافشيئا, يعرج على قدمه ) أفففف, أفففف,آآآآه, إن هذا مؤلم حقا,( ينظر إلىالحجر), انظر ماذا فعلت أيا الـ ... (صمت).. هه.. لا يجب أن أضع اللومعليك, بل على الله, نعم الله.. أليس هو الذي أذن لك أن تكون هنا الآن, وذلك ذات المعنى لو قلت أنه هو الذي وضعك هنا الآن, و بالتالي كل الأحداثالتي ستجري من خلالك هي أحداث بحجة القضاء و القدر, هه.. (صمت, يحاولالسير على قدمه عدة خطوات, مبتعدا عن الحجر ناحية يسار المسرح, ينتصبانتصابة جندي, يلتف التفافة عسكرية بحيث يصبح ظهره للجمهور, يسير خطوتانعسكريتان للأمام, يرفع يده بتحية عسكرية, ثم يلتف نصف دورة, ليواجهالجمهور, يعود إلى حالة الشاب المدني).
الطبيب: ( و هو يمرن قدمه وينفضها, في نفسه), لقد تأخرت كثيرا, لابد أنه مات, أنا أكيد أنه مات,(صمت, ينظر إلى اليسار, كمن يتكلم مع القرين الشر) هه, ليمت, هل سينقصالعلماء عالما, أم أن عالم الأدب سوف ينتهي بوفاته, (إلى الجمهور), رجلكهذا حياته و موته سواء,(يستدرك, ينظر إلى اليمين ليتكلم مع القرينالخير), آه, ما الذي أقوله, أنا طبيب, و أنا من ينقذ الناس من الموت عادة,فكيف أتمنى لأحدهم الموت؟.. (إلى اليسار) و لكن الأموات لا يشعرون, أماالأحياء.. (إلى اليمين) آه الأحياء.. الأحياء.. (يسير بارتباك) ماذا سأقوللعائلة المريض, هل أقــ, (صمت) لا لن يصدقوني, حسنا سأقول أننــ, (صمت)لا, لا, ليست هذه أيضا, لن يقتنعوا بهذه, (صمت, يفكر) حسنا سوف أترك الأمرلله, أنا أعلم أنه يريد مني أن أقول... لتلك العائلة الحزينة, أن وفاةوالدهم كانت .. ( صمت, يتوقف عن نفض قدمه, ينظر إلى الجمهور بثبات,بسخرية) .. قضاء و قدرا, (صمت, يعود لنفض قدمه) نعم ذلك ما يريده, (صمت),قضاء... و قدر,(صمت, حركات عشوائية تعبيرية), هه.. و كأنه لا دخل للمرض فيموته, و لا دخل لي أنا, (ينظر إلى الحجر) ولا حتى أنت, نعم, حتى أنت لنيلقى اللوم عليك في ذلك,(صمت), مع أنك أنت سبب كل ما نحن فيه, لن يلقىاللوم عليك, هل تعلم لماذا؟,(يقرب أذنه من الحجر ليسمع ما يقول, ينهض,مستهزئا), لا أيها الأبله, هذا غير صحيح, السبب هو أن هناك من سيحل محلجميع الأسباب, نعم,(إلى الجمهور) أمران اثنان, سوف يحلان محل جميع الأسبابالكامنة وراء النتائج, في كل الدنيا, و إن حدثت أي مشكلة, فإن وجودهما,سوف يحلانها, حلا يرضي الطرفين, نعم, إنهما أمران اثنان, و لا ثالث لهما,قضاء... و قدر,(بصوت أعلى) قضاء... و قدر,( بصوت أعلى يقارب إلى الصراخ)قضاء... و قدر, ( ينظر إلى الحجر) انظر, إنهما اثنان فقط, ( يعدّ علىأصابعه), قضاء... قدر,(بنغمة) قضاء... قدر, قضاء... قدر...(ينخفض صوتهشيئا فشيئا حتى يتناهى إلى الصمت, حينها يكون قد جلس على الأرض و أصبحرأسه بين يديه, يحك رأسه قليلا, ثم أكثر فأكثر)
الطبيب: (يرفع يديهعن رأسه, ينظر من حوله) و لكن الحقيقة, أن الله هو من أراد قتله, نعم, لابل هو من قتله, ولا أعتقد أنه القضاء, و لا حتى أخيه القدر, و ما دخلهمافي هذا الموضوع؟, لا دخل لهذا الثنائي هنا.. (ينظر إلى الحجر), إنه أنت,نعم أنت, أنت أداة الله التي فعل فعلته بواسطتها, (بارتباك) و أنت, أ..أ..أنـ.. ( ينظر إلى الحجر, يتوقف فجأة عن الكلام), هه.. من أكلم..حجر,(صمت), هه , (صمت, يستدرك), ها أنا نفسي أهزأ بك, بعد أن كنت أضعكسببا في سقوطي, و في ما نحن فيه, (صمت),أم أن سقوطي كان... قضاء وقدرا..لماذا لم أرى الحجر و أنا مسرع, مع أنني لست أعمى, ربما أن هذا أيضاكان قضاء و قدرا, (صمت), و... ربما أن مجيئي إلى هنا من أصله كان قضاء وقدرا, (صمت), و... ربما.. ربما.. ربـ... (يديه على رأسه من الألم) آآآآه.. آآآآه .. لم أعد أركز جيدا هذا الأيام, إن الأفكار تتداخل في رأسي بشكلمزعج, لقد كانت الأفكار تأتيني فرادى, فرادى, (صمت), ما الذي حدث الآن,إنها تأتيني على شكل جماعات, تتكاثف كل الأفكار جملة واحدة, و تأتينيكالأحزاب,آآآآه ,آآآآه , ربما أنها الأحزاب, نعم إنها الأحزاب, هي السبب,فقد كنت ذات يوم ماشيــ....
(يدخل ابن المريض من يسار المسرح, يقاطع تفكيره)
الابن: آآآآه, أيها الطبيب, أنت هنا, لماذا تأخرت؟!
الطبيب: لا شيء, لا شيء, لقد تعثرت بهذا الحجر اللعين ووقعت, لعن الله هذه الأحجار
الابن: وما دخل الأحجار يا سيدي حتى تلعنها, إنه... قضاء و قدر..
الطبيب: (ينظر إليه نظرة أشد من الغضب).. حتى أنت, تقولها و بكل وقاحة.
الابن: ما هي يا سيدي؟, ما الذي أقوله؟
الطبيب: لا شيء, لا شيء, اصمت و ساعدني على السير, فقد تأخرت كثيرا على والدك المريض, هل ساءت حالته كثيرا؟
الابن: (بحزن) نـ...(تدخل ابنة المريض فجأة, تقاطعه, تبكي)
الابنة: آآآآه , آآآآه, لقد مات, مات, (تسقط على الأرض, الابن يتظاهر بالصلابة, أما الطبيب فيشعر بأنه هو المذنب)
الطبيبSadبارتباك) أ,أ,أ,أنا آسف يابنتي, لقد ركضت بأسرع ما يمكن, أقسم لك, كنتمسرعا جدا, حتى أنني... حتى أنني... كدت أطير من السرعة, و (محاولاالتفكير بحجة) لكن.. لكن.. آه, إنه هذا الحجر اللعين, لا ليس الحجر.. ياإلهي ما الذي كنت أريد أن أقوله؟.. آه, أنا السبب, أنا السبب, سامحينييابنتي, يا إلهي ماذا فعلت,(ينظر إلى الحجر), و أنت أيضا ماذا فعلت أيهاالـ ...
الابنة: (مقاطعة) و ما دخل الحجر يا سيدي, و ما دخلك أنت, إنه... ,(صمت)
الابنة و الابن معا: (ينظران إلى الطبيب, ثم إلى الجمهور) قضاء و قدر.

...................إظلام......................
( الفصل الثاني )
(عيادةالطبيب, كرسي المرضى على يسار المسرح, و أمامه طاولة صغيرة, الحجر موضوععلى رف في طرف المسرح الأيمن, و إضاءة مستمرة مسلطة عليه, على الطاولةمزهرية, فيها وردتان, واحدة صفراء و الأخرى حمراء, الطبيب يجلس على كرسيهذو الظهر العالي, ممسكا برأسه, غارقا في التفكير, ينهض فجأة, كأنه استفاقمن حلم دام سنينا طويلة)
الطبيب: آآآآه... آآآآه, يجب أن, لا, لا,ذلك غير معقول, كيف يمكن للـ.., لا انتظر, إيه, الآن لو.. لا .. ليسالآن.. غدا ربما.. (يتجه إلى كرسيه, يهم بالجلوس, يقرر عدم الجلوس, يعودإلى مكان وقوفه, يبدو أكثر وثوقا بالنفس, بحماس), بل الآن, يجب أن أجدالحل الآن, و ليس في أي وقت آخر, فأنا لا أخضع للقضاء و القدر, إنني أرسمقدري بنفسي, و يجب أن أجد الحل الآن, لن أتحرك خطوة أخرى في هذه الحياةقبل أن أجد حل هذه المعادلة,(تتلاشى الحماسة) ولكنها معقدة, معقدة جدا.
الطبيبصوتطرقات على الباب, الطبيب لا يسمعها) ترى.. ماذا يريدني أن أختار؟.. ( يتجهإلى المزهرية, يشير إلى الورود بالتتالي, تتكرر الطرقات على الباب, ومجددا الطبيب لم يسمعها), الحمراء, أم الصفراء, الحمراء, أمـ .... (يدخلالسكرتير, يقف على يسار المسرح, متجها إلى الطبيب)
السكرتير: سيدي.. ( الطبيب لا يسمع, لاستغراقه في التفكير, بصوت أعلى), سيدي..
الطبيب: ( ينتفض فجأة, يلهث من المفاجأة).. هه, هه, ماذا تريد, ألم أقل لك أنني لا أريد إزعاجا في هذا الوقت بالذات, ألا تسمع.
السكرتير: لا تغضب مني يا سيدي, و لكنها مريضتك, ألم تقل لي أن أدخلها حين تصل؟
الطبيب: ( أكثر ارتياحا و فرحا بقدوم المريضة), آه, هل أتت, و ما الذي تنتظره, أدخلها, أدخلها فوراً, قبل أن تنقطع الفكرة من رأسي.
المريضةSad تدخل و تقف جانب السكرتير,مرتدية كنزة حمراء, و فوقها سترة صفراء, أوكنزة حمراء و بنطال أصفر, أو أي لباس يحقق هذا التصور, يدخل السكرتير إلىالكواليس), مرحبا يا سيدي.
الطبيب: أهلا.. أهلا.. أهلا و سهلا بك, ( ينظر إلى الساعة المتوقفة, يعبث بها, يزيح عقرب الدقائق نحو الأمام), لماذا تأخرت هكذا؟
المريضة: ( تتجه إلى الساعة و تزيح العقرب نحو الوراء), لم أتأخر يا سيدي, بل إنني وصلت أبكر من المعتاد
الطبيب: (يتجه إلى الساعة و يقلبها رأسا على عقب) هه, انظري, لقد تأخرت.
المريضة:حسنا, حسنا, اعذرني على تأخري, فقد قابلت صديقة لي و أنا في طريقي إليك, وأكثَرت من الكلام, اعذرني, فقد كان تأخري... قضاء و قدراً
الطبيب: (ينظر إليها بغضب, في نفسه), آآآآه ,آآآآه , قضاء و قدر, قضاء و قدر, متىستكفون عن هذه الترهات؟, كيف تسمحون لشيء غير موجود أن يتحكم في أفعالنا وأعمالنا, إيه, أخبريني..
الفتاة: أ, أ, أ..
الطبيب: ( يقاطعها),إيه, اجلسي, لا تتفوهي بأي كلمة,(تجلس على كرسي المرضى), اليوم أنا منسيسأل, و أنت سوف تجيبين, و لكن عليك أن تجيبي على أسئلتي بكل ذكاء, و بكلصراحة, هل فهمت ذلك, أخبريني, هل فهمت ذلك؟
الفتاة: نعم يا سيدي,ذكاء و صراحة, إنها كلمات بسيطة, و لا تحتاج إلى أي جهد, طالما أنها ليستفوق الرقم اثنان, هه, انظر, (تشير إلى إصبعين بالتتالي), ذكاء, صراحة,ذكاء, صراحة...(تكررها عدة مرات)
الطبيب: إيه, حسنا, حسنا, هذا يكفي, فكري معي جيدا, و انظري إلى هاتين الوردتين, هل تأملتهما جيدا...
الفتاة: ام م م ... حسنا, طالما أنهما اثنتان فلا مشكلة, تأملت يا سيدي.
الطبيب: ما لون كل وردة؟
الفتاة: ام م م... طالما أنهما لونان فأيضا لا مشكلة عندي.. الأولى صفراء, و الثانية حمراء..
الطبيب: الآن, لديك عدة احتمالات, بإمكانك اتباعها للتفاعل مع هاتين الوردتين.. صحيح
الفتاة:عدة احتمالات, عدة احتمالات, احتمال, اثنين, ثـ, ثـ, ثـ.. آه.. (تحاولالعد على أكثر من إصبعين, لا تستطيع), أنا لا أستطيع استيعاب أكثر مناحتمالين فقط يا سيدي.
الطبيب: أفففف, هذه مشكلة, ( يدور حول نفسه وكأنه يبحث عن فكرة في الأرض), لا, ليست مشكلة, سوف أقلص لك الاحتمالاتالعديدة إلى احتمالين فقط..
الفتاة: شكرا لك يا سيدي, و أنا جاهزة لسماعك.
الطبيبSadو كأنه استدرك شيئا) اممم, حسنا, قبل أن أدخلك في الاحتمالات المتعددة,دعينا أولا ندخل في قضية أساسية, و هي أن عليك الآن أن تختاري إحدى هاتينالوردتين, و من ثم نقيم عليها التجربة... (يقترب من الفتاة) هل تفهمين ماأقول جيدا أم أعيد؟
الفتاة: إن كلامك واضح أيها الطبيب, أكمل أرجوك.
الطبيب:حسنا, الآن لديك التالي.. إما أن تختاري الوردة الصفراء, أو أن تختاريالوردة الحمراء... (صمت, يسير بضعة خطوات عسكرية مبتعدا عن الفتاة, يلتفبنصف دورة عسكرية لمواجهتها, بعد أن يكون قد أصبح على الطرف الأيمنللمسرح, بينما الفتاة على الطرف الأيسر منه, بصوت عالٍ).. ماذا ستختارين؟
الفتاة: ( بدون تفكير ) سأختار الصفراء يا سيدي.
الطبيب: لماذا؟!
الفتاة: لا أدري يا سيدي, فقد وقع اختياري عليها و حسب.
الطبيب: (يقترب منها بخطوات مسرعة, يقرب أذنه من فمها) عذرا آنستي, ماذا قلت, ما الذي وقع..
الفتاة: (متفاجئة) وقع اختياري على الوردة الصفراء أيها الطبيب.. ذلك ما قلته.. هل قلت شيئا لم يكن علي قوله..
الطبيب: (يبتعد عن الفتاة) لا.. لا.. ليست تلك هي القضية التي أتحدث عنها..
الفتاة: إذا عماذا نتحدث الآن..
الطبيب: هل تؤمنين بالله؟
الفتاة: (باستغراب) ما هذا السؤال يا سيدي.. بالطبع أومن بالله..
الطبيب: حسنا و هل تؤمنين بأنه يعلم الغيب؟, و بأنه يعرف الأحداث قبل وقوعها.
الفتاة: (بدهشة أشد من السابقة) طبعا هو كذلك, انه الله, إنه يستطيع فعل كل شيء.
الطبيب: (مستنتجا) اذاً, فقد كان يعرف مسبقاً أنك ستختارين الوردة الصفراء
الفتاة : (تفكر قليلا, بارتباك و قليل من الشك) ام م م .. بالطبع يعرف .
الطبيب: حسنا, دعينا نرتب الأحداث من جديد .. (حركات معبرة مترافقة مع الكلام)لقد كان أمامك خياران صفراء وحمراء .. و كان عليك أن تختاري إحداهما ..الله الذي تؤمنين به .. يعلم تماماً أنك ستختارين الصفراء .. هل هذا صحيححتى الآن؟
الفتاة: كل الصحة يا سيدي.
الطبيب: هذا جيد, جيد جدا, الآن إليك السؤال, هل كنت تستطيعين أن تختاري الوردة الحمراء؟!!..
الفتاة:نعم يا سيدي, و لم لا, أمد يدي بكل بساطة و أسحب الحمراء,(تنشغل الفتاةبسحب الوردة الحمراء, و بعدها الصفراء, و من ثم تتأمل بالوردتين معا,بينما الطبيب يتجاهل حركاتها مديرا ظهره لها, و يتابع حديثه)
الطبيبSadيبتعد عن الفتاة, آخذا فضاء المسرح ملعبا له و أداة في شرح فكرته) لو أنكاخترت الوردة الحمراء, لكان الله مخطئا في تنبؤه, أي أنه لم يكن يعرفتماما ماذا سيحدث, و بما أن الله - حسب اعتباراتنا التي تعودنا عليها - لاتدخل أعماله في مجال الخطأ, إذا فهو لن يخطئ في معرفته باختيارك, إذا فقدكان يعلم مسبقا أنك ستختارين الصفراء, و بما أنه لا يخطئ, فلم يكن بإمكانكأن تختاري الحمراء, لأن الله يعلم أنك لن تختاريها, و لكي لا تدخل أعمالهفي مجال الخطأ, فلم يكن مصرحا لك أن تختاري الحمراء, و لهذا فقد كنت مجبرةعلى اختيار الصفراء و لا يجوز لك اختيار الحمراء... (يقترب نحوها, واضعايديه على السرير, و يتقابل وجهاهما بطريقة أشبه ببداية قبلة).. هل سمعت..لقد كنت مجبرة على اختيار الوردة الصفراء, و ليس لك الخيار في غيرها,(تقترب منه محاولة إغراءه, تضع يدها على رأسه, تقرب رأسه نحو صدرها, يجلسعلى السرير, يخلع رداءه الأبيض بهدوء, يتمتم).. لقد كنت مجبرة على اختيارالوردة الصفراء, و ليس لك الخيار في غيرها.. ليس لك الخيار, الخيار..( وقد استلقى كليا على السرير, بينما تنهض هي بهدوء, و تأخذ الرداء, و تلبسهشيئا فشيئا)
الفتاة: (بحذلقة, وبلهجة الانتصار) لم أكن مجبرة على شيء..
الطبيب: (بمحاولة لرد انتصارها) هه.. لقد كنت مجبرة و خاضعة أيضا..
الفتاة: (تتجه خلف السرير, بحيث يصبح السرير بينها و بين الجمهور, ناظرة إلى الجمهور) و أنت, ألست خاضعا ؟..
الطبيبSadبفخر, ناظرا إلى الجمهور) أنا الطبيب, أنا الذي يحيي الموتى, و يشفيالمرضى, أنا من أجبر الناس على أفعالهم, ولا أجبَرُ على شيء..
(ينهضليتحول إلى وضعية الجلوس, يباعد ما بين قدميه بين طرفي الكرسي, بحيث يصبحجانبه الأيسر نحو الجمهور, وهو ينظر نحو يسار المسرح, بينما الفتاة تنهضمن خلف السرير لتجلس مقابلة له, تنظر هي في عينيه, بينما يوجه الطبيب وجههللجمهور ناظرا إلى أرض المسرح, إضاءة مسلطة على الشخصيتين المتقابلتين, وظلام تام على المسرح, ما عدا الإضاءة التي كانت على الحجر و التي تتحولإلى إضاءة حمراء خفيفة)
الفتاة: انظر في عيني..
الطبيب: لا أستطيع..
الفتاة: لماذا؟..
الطيب: لأنني لا أملك الحقيقة..
الفتاة: و لكن الحقيقة غير موجودة.. ليس بالإمكان امتلاكها..
الطبيب: بل هي موجودة.. و لكنها صعبة المنال..
الفتاة: إلى متى؟..
الطبيب: ماذا؟
الفتاة: ستبقى باحثا عن الحقيقة المزعومة..
الطبيب: حتى أجدها..
الفتاة: هل ستنظر في عيني حينها..
الطبيب: لا..
الفتاة: لماذا؟
الطبيب: لأني ... لأني.. أحبك..
الفتاة: و هل هو حب حقيقي..
الطبيب: نعم .. إنه كذلك.. حب حقيقي..
الفتاة: إذا فقد وجدت الحقيقة..
الطبيب: تلك ليست كل الحقيقة..
الفتاة: بعضها على الأقل..
الطبيب: الجزء, لا يمكن أن يعبر عن الكل.
الفتاة: أحيانا يكون الجزء هو أقصى ما يمكن الحصول عليه من الكل, عندها يكون الجزء كلا...
الطبيب: إذا.. هل وصلت إلى النهاية ؟
الفتاة: ما الذي تقصده بالنهاية؟
الطبيب: حين يمتلئ الدماغ بأسئلة لها أجوبة, فلا يبقى مكان لأجوبة أخرى
الفتاة: و هل دماغك مليء بالأسئلة؟
الطبيب: سينفجر منها..
الفتاة: و هل لها أجوبة؟
الطبيب: ليس بعد.
الفتاة: إذا فأنت في بداية النهاية..
الطبيب: و أنت..
الفتاة: ماذا؟
الطبيب: هل وصلت إلى النهاية..
الفتاة: طبعا..
الطبيب: إذا لماذا تأتين إلي؟
الفتاة: حتى أعود إلى البداية..
الطبيب: لماذا؟
الفتاة: ألم تسمع بالحلقة المفرغة؟
الطبيب: ماذا عنها؟
الفتاة: كل إنسان يعيش في حلقة مفرغة, و عندما يجد نفسه خارجها, يحاول جاهدا العودة إليها..
الطبيب: كالبيضة و الدجاجة؟
الفتاة: كالأب و الابن..
الطبيب: الرئيس و المرؤوس..
الفتاة: كالـ ...عاشق و حبيبته..
الطبيب: آه تذكرت..
الفتاة: ماذا؟
الطبيب: أنني عاشق..
الفتاة: عاشق لا يستطيع النظر في عيني حبيبته؟
الطبيب: إذا.. علي أن أنظر في عينيك الآن..
الفتاة: هيا..
الطبيب: (يرفع رأسه لينظر في عينيها), يا إلهي, إنهما جميلتان, إنها المرة الأولى التي أراهما فيها.
الفتاة: غير صحيح, فقد كنت دائما تنظر إلى عيني.
الطبيب: أقسم لك, إنها المرة الأولى..
(يأخذ الطبيب الوردة الحمراء من على الطاولة)
الطبيب: أهديك هذه الوردة الحمراء
الفتاة: (تخلع الرداء الأبيض, بلهجة استفزاز) و لكنني أحب الوردة الصفراء أكثر من الحمراء يا سيدي.
الطبيبSad ينتفض فجأة.. مستيقظا من التفكير, تعود الإضاءة كما كانت على المسرح,تتغير الإضاءة الحمراء على الحجر إلى بيضاء, يأخذ الطبيب رداءه من علىالكرسي و يلبسه), و ما الفارق بين الأحمر و الأصفر؟
الفتاة: (تعود لتجلس على الكرسي كالمريضة) طول الموجة.. لكل لون طول موجة معين, يجعلنا نرى لونا دون آخر.
الطبيب: (يفكر) طول الموجة, و ما الذي جعلك تعتقدين أنك ترين لون الموجة الصحيح, كيف تعلمين أن لون هذه الوردة هو حقا الأحمر؟
الفتاة: (بتململ) و لكنك أنت أيضا تراها بلون أحمر, أليس كذلك..
الطبيب: نعم و لكن ربما أن الأحمر الذي أراه أنا, غير الأحمر الذي ترينه أنت.
الفتاة: (منزعجة من عدم الفهم) لم أفهم يا سيدي..
الطبيب:سأشرح لك, هل تحبين اللون الأحمر, (إضاءة حمراء في بقعة من خلفية المسرح)عندما يكون بجانب الأزرق, (إضاءة زرقاء بجانب الحمراء)
الفتاة: (تنظر إلى البقعتين) ام م م, لا, أحبه أكثر مع اللون الأبيض (يتبدل اللون الأزرق إلى لون أبيض).
الطبيب:هذه هي الفكرة فنحن الاثنين نرى لونين مختلفين.. (يتبدل اللون الأبيض إلىلون أحمر, فتصبح البقعتان بإضاءة حمراء) و لكن كل منا رغب بتسميته أحمرا,فلذلك كان للونين نفس الاسم, و لو أن هذين اللونين هما لون واحد كمانعتقد, لكنا كلانا أحببناه بنفس الطريقة, سواء عندما يكون مع الأبيض..(يتبدل إلى الأبيض) أو مع الأزرق.. (يتبدل إلى الأزرق).
الفتاة: آه .. الآن فهمت تماما.. (تختفي الإضاءة)
الطبيبSadمستنتجا) ذات الفكرة, تمكنك من الشك بكل ما حولك, مثلا اللغة التينتكلمها, ربما أن الكلام الذي أقوله أنا غير الذي تسمعينه.
الفتاة: (نظرة عدم الفهم) عليك أن تشرح أكثر يا سيدي.
الطبيب: حسنا, انظري الآن, سأقول لك كلمة, مرحبا, ما الذي سمعتيه؟
الفتاة: (باستغراب) مرحبا
الطبيب:هذا جيد, عندما قلت هذه الكلمة, خرجت من فمي بطريقة معينة, ثم وصلت إلىأذنك بطريقة أخرى, و لكن التدريب المتواصل بين و بينك جعل أذنك تعتاد علىما يقوله فمي, و لذلك استطاعت أذنك فهم ما يقوله فمي.
الفتاة: إن ما تقوله صعب و معقد, و لم أفهم شيئا..
الطبيب:آآآآه , آآآآه , لماذا لا تفهمين, مع أنني أخرج من فمي الكلام ذاته الذيتعودت عليه أذنك, أوه, أوه, حسنا, انتبهي جيدا لما سأقوله.
تخيلي, لو أنك تتحدثين لغة غير لغتي, مثلا أنا أتحدث العربية, و أنت تتحدثين الفرنسية, ترى كيف بإمكاننا التواصل بالكلام؟
الفتاة: الحل الوحيد, أن يكون بيننا مترجم يفهم اللغتين معا..
الطبيب: هذا صحيح, و ما الذي يقوم به هذا المترجم بالتحديد؟
الفتاة: إنه يقوم بترجمة لغتك العربية إلى لغتي الفرنسية.
الطبيب: بل هو يقوم بتعديل ما يخرجه فمي من كلمات لتصبح متلائمة مع ما اعتادت عليه أذنك..
الفتاة: آه.. الآن فهمت.. و لكن و ما دخل هذا بالألوان يا سيدي؟
الطبيبSadو هو يبتعد عنها شيئا فشيئا حتى يصبح في وسط المسرح) إنها ذات العملية,فالوردة الحمراء, عندما تصدر اللون الأحمر, تقوم المترجمات بفهم هذا اللونعلى أنه أحمر, و عندما أسمع كلاما يخرج من فمك تقوم المترجمات الأخرى,بتعديل هذه الكلمات لتصبح متلائمة مع الكلمات التي اعتادت أذني عليها (يكون قد وصل إلى وسط المسرح, وجهه نحو اليمين المسرح, وظهره إلى الفتاة,تنتصب قامته بوقفة عسكرية, جمود على المسرح ,صمت طويل, الفتاة تفكر فيماقيل لها)
الفتاة: (مستنتجة) إذا..
الطبيب: (نصف دورة عسكرية, بضع خطوات للأمام, يقف أمام الكرسي, بين الفتاة و الجمهور)..
الفتاة: ( برعب شديد), يا إلهي.. ( تشد الغطاء إليها).. ابتعد من هنا..
الطبيب: ما بك,( يخرج من جيبه إبرة مهدئ, يتجه نحوها)
الفتاة: إياك أن تقترب مني, و أن تمد يديك على جسدي.
الطبيب: (يبتعد عنها خائفا) ما هذا الذي تتفوهين به.
الفتاة:إذا حسب ما تقول ربما أنك لست طبيبا, و ربما ليس هذا هو شكلك الحقيقي, وإنما المترجمات توصل إلى رأسي الصورة التي يصدرها جسدك لأفهمها على أنهاجسد إنسان, و ربما أنك لست إنسانا, ربما أنك مخلوق من الفضاء, من كوكبآخر, من عالم آخر, و.. و... و لكن... يا إلهي, هل من المعقول أن يكون هذاصحيحا؟.. ربما أن هذا العالم كله غير موجود, و لكن المترجمات تفهمنا إياهعلى أنه موجود... و بما .. لا .. لا .. هذه لا أستطيع..
الطبيبSadأكثر وثوقا بنفسه, بعد أن استنتجت الفتاة كل أفكاره) بلى تستطيعين.. ربماأن الله غير موجود أيضا, و ربما, وربما, عليك أن تضعي الشك في كل شيء, إنالأحداث التي تجري أمامك ليست كلها حقيقية, و ربما أيضا كلها حقيقية.
الفتاة: مهلا علي يا سيدي, فأنت تعلم أن عقلي لا يفهم أكثر من اثنين..
الطبيب:نعم, اثنين, هذا ما تحتاجينه فقط, لا تحتاجين إلا إلى عنصرين حتى تستمرالحياة, بعدين نعيش فيها, في صراعهما, و تجادلهما, خير و شر فقط, و ليسأكثر.
الفتاة: لا, أنا لست بحاجة إلى خير و شر, أنا بحاجة إلى.. (تنظر إلى الجمهور)... قضاء و قدر.

...................إظلام......................
( الفصل الثالث )
(ديكور الفصل الأول نفسه, الشارع نفسه, الحجر ملقى على الأرض, الشخصياتالثلاثة, الطبيب, الابن, الابنة, يقفون ذات الشكل الذي انتهى عنده الفصلالأول).
الابنة: و ما دخلك أنت يا الطبيب, و ما دخل الحجر, إنه, قضاء و قدر.
(ينظر الطبيب إلى الابنة, ثم إلى الابن, ثم الحجر, يركض نحو الحجر ليأخذهبيده, بينما الابن يتجه إلى الابنة, يهمس في أذنها, يتجه إلى الكواليس,يمسك الطبيب الحجر بيده, يتجه نحو الابنة, يقربه من وجهها)
الطبيبSadبغضب شديد) و ما دخل الحجر؟!, تقولين ما دخل الحجر؟, أليس مكونا من ذرات,ثم من إلكترونات و بروتونات كما نحن أيضا, أليس بإمكانه التفاعل معنا بكلمكنوناته التي يحتويها؟... لو رميته على رأسك الآن سوف تتألمين, أليسكذلك.. إذا كيف بإمكانك تجاهله إلى هذه الدرجة.. هه .. أخبريني.
الابنة: و لكني..
الطبيبSadيقاطعها).. و إن تجاهلت الحجر لأنه لا يفكر حسب ما تعتقدين, كيف تتجاهلينعلاقتي أنا في الأحداث, ألست أنا الذي يجب أن أشفيه من مرضه, ثم كيفتتجاهلين المرض من أساسه؟,(يتجه إلى الجمهور), إنكم تجعلون من هذا العالموهما, ثم تضعون على أعينكم غطاء تسمونه قضاء و قدر.
الابنة: (تتجهإلى الطبيب كما لو أن فكرة لامعة أثارت في نفسها التحدي هذه اللحظة),كلمات تافهة تلك التي تتفوه بها, لقد مات والدي الآن, ما النفع إن كنتأنت, أو الحجر, أو المرض, أو أي سبب آخر, لماذا نحاول دائما أن نشغلعقولنا و نتعب أعصابنا فيما لا يفيد
الابنة: (تتجه نحو الجمهور), هلتعتقد حقا أننا لا نعرف أسباب الأمور, هل تعتقد أننا نصدق أنها قضاء وقدر؟, لابد و أنك تظن أننا نسلم بالأحداث و الأسباب بسهولة... إعلم ياسيدي, أننا نعلم تماما كل شيء, كل شيء, و تأكد تماما, أنك عندما تحيط بكلالأمور علما, سوف تتجاهل التفاصيل.
الطبيب: و لكننا بحاجة إلى التفاصيل, حتى ندرك العموم.
الابنة: عليك أن تتجاهل التفاصيل و تتصرف بالعموم.
الطبيب: لم أفهم..
الابنة: ليس بالضرورة أن تفهم..
الطبيب: كيف ذلك؟!
الابنة: ألم أقل لك تجاهل التفاصيل..
الطبيب: و لكنني لا أستطيع...
الابنة: (باستفزاز) لأن عقلك مريض..
الطبيب: و لكنني أنا الطبيب, فيكف يكون عقلي مريضا؟
الابنة: لماذا لا يخلو حديثك من تلك الـ.. كيف, أفكارك مليئة بها, حياتك قائمة عليها, دائما تحاول جاهدا أن تعرف كيف تصبح الأشياء.
الطبيب: علينا دائما معرفة كيف تصبح الأشياء.
الابنة: ألم أقل لك أن عقلك مريض..
الطبيبSadبغضب شديد) إياك أن تتفوهي بتلك الكلمة مرة أخرى, (تخرج الفتاة من المسرحغاضبة) أنا لست مريضا, لست مريضا, (يتحرك كمريض نفسي), عقلي كبير جدا,أكبر من عقول العالم كلها, إياك أن تستخفي يوما بعقلي, لا يمكن أن أكونمريضا, أنا من أشفي الناس, لا أكون مريضا أبدا..
(يقفز في الأعلىويهبط عدة مرات, ثم يقف فجأة, و قد خيل إليه أن قائده العسكري قد ظهرأمامه فجأة, ينتصب في وقفة عسكرية, وجهه نحو اليسار, خطوتان للأمام, و هويعد: واحد, اثنان, نصف دورة عسكرية, خطوتان للأمام نصف دورة أخرى,خطوتان,نصف دورة, خطوتان, نصف دورة, يقف و قد أصبح في يسار المسرح ووجههنحو يمين المسرح)
الطبيب: (يتكلم مع نفسه متخيلا شخصايحاوره)..(بنبرة عسكرية) إلى الأما.....م .... سر.. واحد, اثنان, واحد,اثنان,(يقف للحظة, نبرة مدنية, ناقدا للأوامر) واحد اثنان, واحد اثنان,لماذا لا نقول, ثلاثة, ثم أربعة... (يعود للحالة العسكرية).. واحد, اثنان,واحد اثنان وقو....ف ... قف...(يقف أيها العسكري.. نعم سيدي.. إلىالأما....م ... سر.. (خطوتان للأمام, و قد أصبح في وسط المسرح, ربع دورة,وجهه للجمهور) .. ما الذي كنت تقوله, لاشيء يا سيدي, أكرر, ما الذي كنتتقوله, كنت أقول, واحد اثنان, لماذا لا نقول ثلاثة, سيدي...لأنه لا يوجدثلاثة... و لكننا كنا نقول ثلاثة, سيدي... قلت لا يوجد ثلاثة... و ماذا إنوجدت, سيدي... حينها لا تذكرها... و إن ذكرتها سيدي..(يصبح هو القائدالعسكري, يتحرك في فضاء المسرح) تكون كافرا.. زنديقا, مهرطقا.. خارجا عنالأعراف الاجتماعية و التقاليد, عن أوامر أجدادنا الأولين, أسيادناالحقيقيين, آدم و حواء, قابيل وهابيل, يأجوج و مأجوج, إبراهيم و عيسى,يعقوب و يوسف, مريم و المسيح... حينها سوف تنفي الذكر و الأنثى, الخير والشر, القضاء و القدر, الحلو و المر, الجميل والقبيح, الطويل و القصير..ستكسر قواعدنا, الحاكم و المحكوم, الظالم و المظلوم, الـ.. الـ... (يقولهابانفجار) ثلا..... ثة, ثلا..... (يختنق, يقع على الأرض, يموت, يدخل ثلاثةأشخاص, اثنان يحملان سريرا لحمله, و الثالث يتحرك كأنه يريد أن يساعد, ولكنه لا يجد له مكانا, يحمل الاثنان الطبيب, يضعانه على السرير, يخرجان,الثالث يقف قليلا, يرفع يديه للتعبير عن أنه لا فائدة منه, يخرج سكينا منجيبه, يقتل نفسه, يموت, يدخل ثلاثة آخرون, اثنان يحملان سريرا, ويتكررالمشهد السابق, يظلم المسرح, على صوت المشهد السابق للتعبير عن استمراريةتكراره)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نص مسرحي: نصف ساعة في بعدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تيزنيت  :: منتديات الأفلام والسينما :: عالم المسرح-
انتقل الى: